ما تبقّى من صهيل الكلمات..

هِيَ لحظةٌ لن تَتَكرّرْ.. فَاسْألي.. يا امرأةً تَعشَقُ السّؤالْ.. يا امرأةً تُدرِكُ أنّني أُحِبّها.. هِيَ لحظةٌ لن تَتَكرّرْ.. فَاسْألي مَا ...

هِيَ لحظةٌ لن تَتَكرّرْ..

فَاسْألي..

يا امرأةً تَعشَقُ السّؤالْ..

يا امرأةً تُدرِكُ أنّني أُحِبّها..

هِيَ لحظةٌ لن تَتَكرّرْ..

فَاسْألي مَا بَدَا لكِ..

مَا يَبْدو لكِ..

مَا قدْ لا يَبدو لكِ أبدَا..

لأنّني بَعْدَ قليلٍ أمتَطي لحظةً أخرى..

يُسَمّيها بَعضُهُم لحظةَ الرّحيلْ..

قبلَ أنْ تَسألي يَا امرأةً تَسْكُنُني..

عِندي رَجَاءْ..

اِجعَلي مِنّي علامةً مُهْمَلَةً..

اِجعلي مِن دِفئِي ساعاتِ اللَّهفَةِ صَقيعًا..

دِفْئيَ الذي وَهَبْتُهُ جَسدَكْ..

جَسَدَكِ المُعْشَوشَبَ بالحُلمِ الجَميلْ..

اِجعَلي مِن كِلْمَةٍ كُنتُ قُلتُها..

كِلْمَةٍ حالمِةٍ لذيذةٍ..

أُكذُوبةً..

اِمسَحِي كِلْمَةَ 'سَاعِدِيني'..

اِمسَحِي كِلْمَةَ 'أحتاجُكْ'..

اِمسَحي كُلَّ الكَلِماتِ الجَيّدةِ قبلَ الرّديئةْ..

وَاجْعَلي.. وَاجْعَلي.. وَاجْعَلي..

يا امرأةً تَسْكُنُني عندي رَجَاءْ..

هِيَ لحظةٌ لن تَتَكرَّرْ..

يا امرأةً..

في الزّمنِ الهَزيلْ..

في باحةٍ خَلْفِيّةٍ تَعرِفُ كيفَ تَشْتَهي..

هِيَ الباحةُ تَعرِفُ كيفَ تَشْتَهِي..

تَشْتَهِي الفَنَاءْ..

تَمُدُّهُ ما بَيْنَنَا..

فَيَسْتحيلُ بَعْضِيَ المَسكونُ بالهوَى..

بعضَ مواويلَ حزينةٍ لكنّها حمقاءْ..

وبَعضِيَ الآخَرُ مُواءَ قِطّةٍ صَغيرةٍ..

حَاصرَها البَرْدُ والجُوعُ والخَوفُ..

في ليلةٍ شَتْوِيّةٍ بِلا قَمَرْ..

هِيَ لحظةٌ يا امرأةً..

فَاسْألي..

مَا بَدا لكِ..

مَا يَبدُو لكِ..

مَا قدْ لا يَبدُو لكِ أبَدَا..

عِندَ انتِهاءِ لحظةِ السُّؤالْ..

تَحْتَويني صَهوَةُ الرّحيلْ..

ليسَ عَنكِ يا امرأةً تَسْكُنُني..

أبدًا.. ليسَ عنكِ وحدكْ..

تَحْتَويني صَهوةُ الرّحيلِ بَعيدًا..

فَأحتَوي مَارِدَ الوِحدةِ والسُّكونْ..

ما حيلتي إِنْ كانَ الفَرَحُ في حياتِنا اسْتِحالةْ..

ما حيلتي إِنْ كنتُ يا امرأةً..

أعشَقُ البَراكينَ في الحُبِّ..

أعشَقُ الدّمارَ الشّامِلَ..

أعشَقُ التَّركيبَ مِنْ جَديد والبِنَاءْ..

ما حيلتي يا امرأةً..

إِنْ كنتِ تَعْشَقينَ الخوفَ..

تَذْكُرينَ أنَّ كِلْمَةَ الحُبِّ خَطيئةْ..

وَتَتْرُكينَني وَحيدًا..

تُغادِرُني بَعْدَكِ الأُمنِياتْ..

إلا أُمنِياتُ الفَنَاءْ..

يا امرأةً تَسْكُنُني..

وحيدٌ أنا مُنذُ بَدْءِ الخَليقةْ..

وحيدًا أظلُّ..

تَروحُ وتَغدُو كَذَا الأُمنِياتْ..

هِيَ لحظةٌ لن تَتَكرَّرْ..

هِيَ لحظةٌ قَبْلَ بابِ الرَّحيلْ..

فَاسْألي..

بَعْدَها يا امرأةً تَعشَقُ السُّؤالْ..

بَعْدَها يا امرأةً تَسْكُنُني..

تَمَّحِي لحَظَتي والسُّؤالْ..

يَمَّحي بَعْدَها صَهيلُ الكَلِمَاتْ..

بسكرة في: 30 أفريل 2009