إبراهيم رحمة/ الشرائع التي تستحق الاحترام هي تلك الشرائع التي تسد الباب أمام الظلم وأولى عتبات الظلم هي إهدار الحق وأولى عتبات إهدار الحق هي...
إبراهيم رحمة/
الشرائع التي تستحق الاحترام هي تلك الشرائع التي تسد الباب أمام الظلم وأولى عتبات الظلم هي إهدار الحق وأولى عتبات إهدار الحق هي اغتصاب الحق في الحق.
فالحديث عن الإعدام كعقوبة لما يُكافِئها من جريمةٍ قد لا يعدو أن يكون زوبعة في فنجان هي في حد ذاتها جسُّ نبضٍ لأمور أخرى؛ أو تكون ذاك الطعم المعلَّق في صنارة بليدة يتهالك حولها كل من دأب على التهافت على ما يجيء من لدن الآخر دون إعمال ذاك الكائن داخل الجمجمة والذي اصطلح عامة البشر على تسميته بالعقل.
ومثلما تم التحول في عديدٍ من المراحل لصالح الفوضى عن المنطق التَّراتُبِـيِّ كحاضن لأية عملية تطويرية؛ يتم التحول هذه الأيام عن عقوبة الإعدام كحق (رغم أن لصاحب هذا الحقِّ الحقَّ في العفو) وبهذا فإنه يتم اغتصاب الحق في الحق ابتداءً وقبْلَ أي قناعة جديدة.
مبررُ الحياة والحق في الحياة وكونُ الحياة هبةً من لَدُنْ واهبِها فلا يحق لغيره سحبُها هو في حدِّ ذاته مبرر ينسف جهود أصحابه ممن يتبنونه كمرجعية تبريرية؛ فالإعدام كعقوبة ليس سحبا لحياة أو انتهاكا للحق في الحياة؛ إنما هي إعطاء الحقِّ في الحقِّ لمن اغتُصِبَتْ حياتُه عملا بمبدأ العين بالعين.
والحديث عن إلغاء العمل بعقوبة الإعدام لا ينبغي أن يلبس لُبوسَ الدين ولا لبوس الحضارة ولا لبوس المنطق؛ لأن هذا الحديث وبكل بساطة يخل بمعايير الشرعية ابتداء ويفتقد إلى العرف الإنساني؛ إن الحق في الحق تكفله الشرائع التي لها من الاحترام؛ أما غيرها من الشرائع فإنه لا يهمه هذا المبدأ الذي يسبق أي مبدأ وعليه يكون بناء الوجود الإنساني ويحدد علاقاته البينية وعلاقاته مع غيره من الكائنات؛ كما أنها (هذه الشرائع) لا تتصف حتى بخاصية التمييز بين مقاصد الحياة والحفاظ عليها والعمل لها وبين هوى النفس والمكاسب الآنية التي غالبا ما تؤدي إلى نفق بشري مسدود.
الطبيب المداوي وهو يبتر اضطرارا عضوا من الجسد وجب عليه البتر؛ لا يمكن بأي حال من الأحوال نعته بنعوت دونية مشينة. كما أنه وما لم يعد الفرد الإنساني إلى حاضرة العقل فإن الأهواء تظل تنتابه لتميل به يمنة أو يسرة؛ إن الحياة مفاضلة بين الممكن والمرغوب ومعادلة دون ضبطها تضيع الحقوق وإذا ما ضاعت الحقوق فذاك إيذان بانتهاء الإنسان كإنسان.
إن فوضى الأشخاص تؤدي إلى فوضى الأفكار وإن فوضى الأفكار تؤدي إلى فوضى الأشياء؛ وفي سبيل وَضْعِ النّقاطِ على حروفِ مسيرةِ الإنسان؛ يجب ترتيبُ هذه الثلاثيّةِ من جديد.
فالحديث عن الإعدام كعقوبة لما يُكافِئها من جريمةٍ قد لا يعدو أن يكون زوبعة في فنجان هي في حد ذاتها جسُّ نبضٍ لأمور أخرى؛ أو تكون ذاك الطعم المعلَّق في صنارة بليدة يتهالك حولها كل من دأب على التهافت على ما يجيء من لدن الآخر دون إعمال ذاك الكائن داخل الجمجمة والذي اصطلح عامة البشر على تسميته بالعقل.
ومثلما تم التحول في عديدٍ من المراحل لصالح الفوضى عن المنطق التَّراتُبِـيِّ كحاضن لأية عملية تطويرية؛ يتم التحول هذه الأيام عن عقوبة الإعدام كحق (رغم أن لصاحب هذا الحقِّ الحقَّ في العفو) وبهذا فإنه يتم اغتصاب الحق في الحق ابتداءً وقبْلَ أي قناعة جديدة.
مبررُ الحياة والحق في الحياة وكونُ الحياة هبةً من لَدُنْ واهبِها فلا يحق لغيره سحبُها هو في حدِّ ذاته مبرر ينسف جهود أصحابه ممن يتبنونه كمرجعية تبريرية؛ فالإعدام كعقوبة ليس سحبا لحياة أو انتهاكا للحق في الحياة؛ إنما هي إعطاء الحقِّ في الحقِّ لمن اغتُصِبَتْ حياتُه عملا بمبدأ العين بالعين.
والحديث عن إلغاء العمل بعقوبة الإعدام لا ينبغي أن يلبس لُبوسَ الدين ولا لبوس الحضارة ولا لبوس المنطق؛ لأن هذا الحديث وبكل بساطة يخل بمعايير الشرعية ابتداء ويفتقد إلى العرف الإنساني؛ إن الحق في الحق تكفله الشرائع التي لها من الاحترام؛ أما غيرها من الشرائع فإنه لا يهمه هذا المبدأ الذي يسبق أي مبدأ وعليه يكون بناء الوجود الإنساني ويحدد علاقاته البينية وعلاقاته مع غيره من الكائنات؛ كما أنها (هذه الشرائع) لا تتصف حتى بخاصية التمييز بين مقاصد الحياة والحفاظ عليها والعمل لها وبين هوى النفس والمكاسب الآنية التي غالبا ما تؤدي إلى نفق بشري مسدود.
الطبيب المداوي وهو يبتر اضطرارا عضوا من الجسد وجب عليه البتر؛ لا يمكن بأي حال من الأحوال نعته بنعوت دونية مشينة. كما أنه وما لم يعد الفرد الإنساني إلى حاضرة العقل فإن الأهواء تظل تنتابه لتميل به يمنة أو يسرة؛ إن الحياة مفاضلة بين الممكن والمرغوب ومعادلة دون ضبطها تضيع الحقوق وإذا ما ضاعت الحقوق فذاك إيذان بانتهاء الإنسان كإنسان.
إن فوضى الأشخاص تؤدي إلى فوضى الأفكار وإن فوضى الأفكار تؤدي إلى فوضى الأشياء؛ وفي سبيل وَضْعِ النّقاطِ على حروفِ مسيرةِ الإنسان؛ يجب ترتيبُ هذه الثلاثيّةِ من جديد.
الجزائر في: 28 فيفري 2010
.jpg)
التعليقات