مشكلة المفاهيم.. إبراهيم رحمة؛ الاستخفافُ بالعقلِ لدى الفردِ مِنْ أيِّ جهةٍ كانت لا يُـمْكنُ أن يكون ما لم يَنْخَرِطْ هذا الفرد في استخفاف ع...

مشكلة المفاهيم..
إبراهيم رحمة؛
الاستخفافُ بالعقلِ لدى الفردِ مِنْ أيِّ جهةٍ كانت لا يُـمْكنُ أن يكون ما لم يَنْخَرِطْ هذا الفرد في استخفاف عقلِهِ بدايةً في شكلِ استلابٍ أو في شكلِ فاعليّةٍ كاذبةٍ؛ وكلما حَصَرَ الفردُ نفسَهُ في منظومةٍ قِيَمِيَّةٍ هي مرآةٌ لِغيرِها من المنظوماتِ الدّخيلةِ عنهُ كُلّما ابتعدَ هذا الفردُ عن ذاته؛ فيشعر كنتيجةٍ طبيعيّةٍ لهذه الممارَسةِ بالاغترابِ حتى داخلَ جسدِهِ وليس في البُقعةِ من الأرضِ التي يُسَمِّيها وطنًا؛ حتى وإنْ تَوَفَّرَتْ له سُبُلُ العيشِ الرّغيدِ.
هذا الكائنُ الـمُمَيَّزُ بين غيره من المخلوقاتِ لِكَوْنِه الإنسان لا يُـمْكِنُهُ مَـمارَسَةُ حياتِهِ في هيئةِ مَكْنَنَةٍ مُلْغِيًا بذلك كلَّ إزاحةٍ للروابطِ الإنسانيّةِ والـمُثُلِ والقِيَمِ العُلْيا وعليه يكونُ نَتَاجُ أيِّ عمليّةِ حَرَاكٍ هَبَاءً أو شِبْهَ سرابٍ لا يجني بعده غيرَ الاهتلاكِ وفُقْدانِ المناعةِ الوُجوديّةِ بعد أن يكونَ أمْنُهُ الثقافيّ قد جاوزَ كلَّ الخطوطِ الحمراءِ.
لا يُـمْكِنُ انتظارُ أو تَوَقُّعُ أيّ جدوى من كثيرِ الكلامِ في الرّاهِنِ الإنسانيِّ اليومَ (العربيِّ الخصوصيّة) وليس أمام هذا الكائنِ البشريِّ إذا ما أراد مُمارَسَةَ حياتِهِ في رُقِيٍّ والأوبةَ إلى إنسانيتِّهِ إلا التّوقّفُ عنْ حربِ الاستنزافِ الذّاتيّةِ وَوَضْعُ نقطةٍ والعودةُ إلى السّطرِ؛ مَهْمَا يَكُنِ المآلُ فَدَائمًا ثَـمَّتَ نقاطٌ يستطيعُ الاستدلالَ بها شَرْطَ أن يُلْغِيَ حالةَ الاستغباءِ التي يَتَلَذّذُ بها ويبتعدَ عن المعاركِ الدّونكيشوتيّةِ.
ما لم يتحرّك الفردُ بعيدا عن النّمطيّةِ الـمُرادةِ له ويـَخْرُج من دائرةِ التِّكراريّةِ فلن تكونَ ثَـمَّتَ بادرةُ أملٍ دون الانفجارِ الاجتماعيّ القادم.
كان الفردُ في فترةِ ما قبْلَ الثورةِ الصّناعيّةِ يبحثُ عمّا يحتاجُهُ وسَطَ مُـحيطِهِ وهو يُـمارسُ حياتَهُ مِـمّا سمح بوجود مُعادَلَةٍ تَكْفُلُ نوعا من الحياة تَتَمَيَّزُ بقابليّةِ الاحتواء وإيجادِ مُتَوَازِنَةٍ بين الموجود والمرغوب؛ غير أنه في فترة لاحقة وقبل الطّفرةِ التّكنولوجية حيث تداخلت جملةٌ من الحَيْثِيّاتِ تَدْفَعُهُ نحو استغلالِ الآخَرِ بأقلّ طاقةٍ؛ راحَ يبحثُ هذا الفردُ عمّا يُريده؛ مُلْغِيًا بهذا مَبْدأَ الحاجةِ؛ إلا أنّ الأمر لم يَتَوَقّفْ عند هذا الحد؛ فَبَعْدَ انتكاسةٍ في القِيَمِ وظهورِ مشروعِ مَسْخَنَةِ الإنسانِ وتوليدِ كائنٍ مَسْخٍ كنتيجةٍ لإلغاءِ الأنسنةِ؛ أصبحَ الفردُ يبحثُ عمّا يُرادُ له وهذا التّحَوُّلُ في العلاقةِ بين الموجودِ والمرغوبِ يُـمَثِّلُ أقصى درجاتِ التّحَوُّلِ واختلالِ المفاهيمِ.
الـمُنْحَنَى البَيَانِـيُّ لمسيرةِ الكائنِ البشريِّ فوقَ كوكبِ الأرضِ يُشيرُ إلى قراءاتٍ مُرْعِبَةٍ تُنْذِرُ بما وراء الأكَمَةِ من السّقوطِ الحُرِّ؛ وحتّى يكونَ الفردُ على بَيِّنَةٍ من أمْرِهِ ما عليه إلا الخروجُ من دوائرِ اللاإنسانِ إلى دوائرِ الإنسانِ؛ إنّ عمليّةَ الخروجِ أبسطُ من البسيطِ إذا ما تخلَّصَ هذا الفردُ من نظرةِ الأنا المسيطِرَةِ بجهالةٍ وكَسَرَ كُلَّ العلائقِ التي تكونُ نَتَاجَ رَدِّ فِعْلٍ أثناءَ مُـمَارَسَةِ الحياةِ؛ عندها تكونُ له صِفَةُ الحضورِ الواعي الفاعلِ؛ وعندها يَظْهَرُ نوعٌ جديدٌ من إشكاليّةِ الحياةِ فَتَنْتَظِمُ المفاهيمُ المؤطِّرَةِ لها حيثُ يكونُ العقلُ مرجعيّةَ العملِ وبوّابةَ التّنظيرِ.
هذا الكائنُ الـمُمَيَّزُ بين غيره من المخلوقاتِ لِكَوْنِه الإنسان لا يُـمْكِنُهُ مَـمارَسَةُ حياتِهِ في هيئةِ مَكْنَنَةٍ مُلْغِيًا بذلك كلَّ إزاحةٍ للروابطِ الإنسانيّةِ والـمُثُلِ والقِيَمِ العُلْيا وعليه يكونُ نَتَاجُ أيِّ عمليّةِ حَرَاكٍ هَبَاءً أو شِبْهَ سرابٍ لا يجني بعده غيرَ الاهتلاكِ وفُقْدانِ المناعةِ الوُجوديّةِ بعد أن يكونَ أمْنُهُ الثقافيّ قد جاوزَ كلَّ الخطوطِ الحمراءِ.
لا يُـمْكِنُ انتظارُ أو تَوَقُّعُ أيّ جدوى من كثيرِ الكلامِ في الرّاهِنِ الإنسانيِّ اليومَ (العربيِّ الخصوصيّة) وليس أمام هذا الكائنِ البشريِّ إذا ما أراد مُمارَسَةَ حياتِهِ في رُقِيٍّ والأوبةَ إلى إنسانيتِّهِ إلا التّوقّفُ عنْ حربِ الاستنزافِ الذّاتيّةِ وَوَضْعُ نقطةٍ والعودةُ إلى السّطرِ؛ مَهْمَا يَكُنِ المآلُ فَدَائمًا ثَـمَّتَ نقاطٌ يستطيعُ الاستدلالَ بها شَرْطَ أن يُلْغِيَ حالةَ الاستغباءِ التي يَتَلَذّذُ بها ويبتعدَ عن المعاركِ الدّونكيشوتيّةِ.
ما لم يتحرّك الفردُ بعيدا عن النّمطيّةِ الـمُرادةِ له ويـَخْرُج من دائرةِ التِّكراريّةِ فلن تكونَ ثَـمَّتَ بادرةُ أملٍ دون الانفجارِ الاجتماعيّ القادم.
كان الفردُ في فترةِ ما قبْلَ الثورةِ الصّناعيّةِ يبحثُ عمّا يحتاجُهُ وسَطَ مُـحيطِهِ وهو يُـمارسُ حياتَهُ مِـمّا سمح بوجود مُعادَلَةٍ تَكْفُلُ نوعا من الحياة تَتَمَيَّزُ بقابليّةِ الاحتواء وإيجادِ مُتَوَازِنَةٍ بين الموجود والمرغوب؛ غير أنه في فترة لاحقة وقبل الطّفرةِ التّكنولوجية حيث تداخلت جملةٌ من الحَيْثِيّاتِ تَدْفَعُهُ نحو استغلالِ الآخَرِ بأقلّ طاقةٍ؛ راحَ يبحثُ هذا الفردُ عمّا يُريده؛ مُلْغِيًا بهذا مَبْدأَ الحاجةِ؛ إلا أنّ الأمر لم يَتَوَقّفْ عند هذا الحد؛ فَبَعْدَ انتكاسةٍ في القِيَمِ وظهورِ مشروعِ مَسْخَنَةِ الإنسانِ وتوليدِ كائنٍ مَسْخٍ كنتيجةٍ لإلغاءِ الأنسنةِ؛ أصبحَ الفردُ يبحثُ عمّا يُرادُ له وهذا التّحَوُّلُ في العلاقةِ بين الموجودِ والمرغوبِ يُـمَثِّلُ أقصى درجاتِ التّحَوُّلِ واختلالِ المفاهيمِ.
الـمُنْحَنَى البَيَانِـيُّ لمسيرةِ الكائنِ البشريِّ فوقَ كوكبِ الأرضِ يُشيرُ إلى قراءاتٍ مُرْعِبَةٍ تُنْذِرُ بما وراء الأكَمَةِ من السّقوطِ الحُرِّ؛ وحتّى يكونَ الفردُ على بَيِّنَةٍ من أمْرِهِ ما عليه إلا الخروجُ من دوائرِ اللاإنسانِ إلى دوائرِ الإنسانِ؛ إنّ عمليّةَ الخروجِ أبسطُ من البسيطِ إذا ما تخلَّصَ هذا الفردُ من نظرةِ الأنا المسيطِرَةِ بجهالةٍ وكَسَرَ كُلَّ العلائقِ التي تكونُ نَتَاجَ رَدِّ فِعْلٍ أثناءَ مُـمَارَسَةِ الحياةِ؛ عندها تكونُ له صِفَةُ الحضورِ الواعي الفاعلِ؛ وعندها يَظْهَرُ نوعٌ جديدٌ من إشكاليّةِ الحياةِ فَتَنْتَظِمُ المفاهيمُ المؤطِّرَةِ لها حيثُ يكونُ العقلُ مرجعيّةَ العملِ وبوّابةَ التّنظيرِ.
في بسكرة: 20 جانفي 2010
التعليقات